صفحة الوصول (Landing Page)

   

الرابط المختصر:

التحقق من فكرة الشركة الناشئة باستخدام صفحة الوصول (Landing Page) هي من أكثر الطرق المستخدمة اليوم للتحقق من الأفكار. و تختلف الاستخدامات أو تطبيقات هذه الطريقة، فكما سنرى، بعض هذه الاستخدامات كانت مفيدة و فيها فائدة في تأكيد وجود الطلب نوعاً ما، بينما، في حالات أخرى، لم يكن هناك استفادة كافية لعدم تنفيذ هذه الطريقة بالشكل الصحيح.


الهدف من الاستخدام

الهدف الأساسي هو الإيحاء للزائر (العميل المحتمل) بأن المنتج جاهز أو أن الخدمة جاهزة للطلب. يتم ذلك من خلال عرض كافة التفاصيل الخاصة بالمنتج أو الخدمة و توضيح المزايا و الخصائص و سهولة الاستخدام و الصور (حتى لو محاكاة)، و غيرها من التفاصيل التي تهدف لإقناع العميل المستهدف بشراء المنتج أو الخدمة. في أفضل الأحوال، قد يقوم العميل مباشرة بإبداء رغبته في الشراء بالضغط على زر الشراء أو الاشتراك و الذي يكون موجوداً في نفس الصفحة للطلب، و من الضروري في هذه التجربة متابعة عدد الضغطات لهذا الزر.

في الغالب، قد لا يقوم العميل بالضغط على زر الشراء أو الاشتراك، و في هذه الحالة، لا نقول مباشرة بأن العميل لا يريد المنتج أو الخدمة، بل قد يكون هنالك خلل في أحد العناصر في الصفحة أو طريقة إيصال المعلومات و عرض القيمة الحقيقية للعميل، و بالتالي، لم يُبدي العميل رغبته في الطلب. فنحاول مجدداً حينها و نقوم بتغيير بعض العناصر الموجودة في الصفحة و توضيح التفاصيل و القيمة وإعادة هذه العملية أكثر من مرة إلى أن نحصل على نتيجة واضحة (بوجود قبل من عدمه).


الاستخدام الجيّد لتجربة صفحة الوصول

مثال جيد لتجربة صفحة الوصول

الاستخدامات المثلى للتحقق من فكرة الشركة الناشئة من خلال صفحات الوصول هي تلك التي تسمح لرائد الأعمال أو صاحب الفكرة بأن يختبر و يتأكد من وجود طلب (أو اهتمام) من عدمه. من الأمثلة على ذلك صفحة الوصول التي قامت بعملها شركة Buffer المعروفة في مجال الشبكات الإجتماعية. لاختبار و التحقق من الفكرة مبكراً، قامت الشركة بوضع صفحة بسيطة وضحت فيها بشكل مختصر الخدمة و الفوائد منها ثم قدّمت للزائر زر بلون أخضر (كما في الصورة أعلاه) لزيارة صفحة الخطط و الدفع. من خلال وضع رابط لصفحة الخطط و الدفع، يعرف الزائر مباشرة أن هذه الخدمة ربما تكون مدفوعة، و بالتالي، كونه ضغط على الزر يعطي نوع من التأكيد أن هنالك استعداد للدفع أو على أقل تقدير اهتمام بالخدمة و التسجيل فيها.

في مرحلة لاحقة، ولاختبار الأسعار وأخذ انطباع العميل المحتمل عن السعر، تم إضافة صفحة باقات الخدمة كصفحة ثانية وعند اختيار أي من الباقات يتم عرض الصفحة إدخال البريد الالكتروني لتسجيل الطلب على الخدمة.

وكما هو موضح أعلاه، في بدايات المشروع الريادي، غالبًا ما يكون هناك عدة فرضيات يسعى رائد الأعمال للتحقق منها مثل:

  • هل العميل لديه مشكلة وقد يبحث عن حل لها.
  • هل الحل الخاص بي مناسب للعميل ولديه اهتمام به؟
  • هل العميل لديه استعداد للدفع مقابل الخدمة؟
  • ماهي السعر المناسب للعميل؟

شركات أخرى طبقت هذه الطريقة و عملت صفحة وصول لمنتج ملموس (كشاحن جوالات مثلاً)، حيث ذكرت مزاياه و الفوائد منه و وفرت للزائر لطلب المنتج، و عند الضغط عليه، يتضح لدى الشركة أو صاحب الفكرة بأن هنالك طلب على هذا المنتج من قبل زوار الموقع.

غالباً بعدما يقوم الزائر بالضغط على أي رابط في التجارب التي تعتمد على صفحة الوصول للتحقق من فكرة الشركة الناشئة، غالباً يظهر بعدها للزائر اعتذار بأن الكمية انتهت أو أن الخدمة جاري اختبارها مع مجموعة صغيرة من العملاء أو نحوه.


الاستخدام غير الجيّد لتجربة صفحة الوصول

الصفحات التي لا توفر أي معلومات أو توفر معلومات قليلة جداً لا تساعد العميل في فهم المنتج/الخدمة و القيمة المضافة فيها بالشكل الصحيح. و بالتالي، لن يتمكن من إتخاذ قرار الشراء أو على الأقل لن تستطيع من خلال مثل هذه الصفحات أن تعرف إذا ما كان العميل مستعد للاشتراك أو الدفع مقابل الفكرة أم لا.

في هذه الحالة، و لأن الصفحة لم تختبر رغبة الزائر أو العميل المحتمل في الشراء/الدفع، لن يتعلم صاحب الفكرة إذا ما كانت الفكرة عليها طلب أم لا. لذلك، هنالك فرصة مفقودة هنا في التعلم و اختبار رغبة العميل.

الهدف من مثل هذه الصفحات غالباً هو بناء قائمة كبيرة من الإيميلات أو المعلومات على أمل أن تحتوي أيضاً على فئة من المهتمين. لا أعتقد أنك تريد أن تعوِّل كثيراً على الآمال لأنك بكل تأكيد يمكنك أن تعمل شئ أفضل من هذا لاختبار والتحقق من فكرة شركتك الناشئة. و لنفترض أنك جمعت ٥ آلاف بريد إلكتروني من زائرين مختلفين، كم منهم سيكون مهتماً بفكرتك؟ لا تنسى أن إرسال الرسائل لعدد كبير من الناس عملية مكلفة أيضاً، و لكل إيميل تجمعه و ترسل إليه رسالة ستكون هنالك تكلفة. لذلك، احرص دوماً على جمع بيانات الفئة أو الشريحة التي تستهدفها و لا تجمع أي بيانات لا تحتاج إليها الآن (أو في المستقبل القريب)، لأن البيانات من الممكن أن تكون عبئاً على رائد الأعمال إذا لم يُحسن استعمالها و يحللها و يستفيد منها بالشكل الصحيح.


التحقق من فكرة شركتك الناشئة باستخدام صفحة الوصول

الآن و قد تعرفت على هذا الأسلوب من أساليب التحقق من الأفكار، هذه بعض النصائح التي ستساعدك في اختبار فكرتك:

  • وضّح القيمة الحقيقية التي يوفرها المنتج أو توفرها الخدمة الخاصة بك ولا مانع من مناقشة عدد بسيط من العملاء المحتملين لمعرفة طريقة نظرهم للحل الذي تقدمه وماإذا كانوا يستخدمون عبارات معينة للتعبير عن الحل أو المشكلة.
  • ما هي المشاكل التي سوف ستحلها للعميل أو الحاجة/الحاجات التي ستلبيها؟
  • يمكنك الاستفادة من هذه الطريقة من طرق اختبار أو التحقق من فكرة الشركة الناشئة بتنفيذها على مراحل:
    1. اختبار مدى وجود اهتمام بشكل عام: نتائج هذا الاختبار قد تعطيك انطباع بأن العميل فهم القيمة التي تقدمها له فكرتك. في حال لم يكن هنالك اهتمام، قد لا تكون المشكلة في أنه لا يريد فكرتك، فقد تكون طريقة إيصالك للمعلومات للعميل فيها خلل أو العبارات التي استخدمتها لم تكن سليمة.
    2. اختبار رغبة العميل في طلب المنتج أو التسجيل في الخدمة: العميل هنا أصبح مهتماً و لديه الرغبة في القيام بإجراء ما (كطلب المنتج).
    3. اختبار جاهزية العميل للدفع مقابل المنتج/الخدمة: العميل جاهز للدفع مقابل المنتج/الخدمة لأن هنالك قيمة حقيقية فيه.
    4. اختبار مدى مناسبة السعر للعميل: تجربة أكثر من سعر يفيدك في وضع السعر المناسب.
الرابط المختصر:

4 أفكار عن “صفحة الوصول (Landing Page)”

  1. لم أجد برنامج واحد بمثل هذه الإحترافية، شكرا للإثراء وشكرا لك على إعطائنا من وقتك الثمين، منذ زمن وأنا أبحث على مثل هذه البرامج ولكن لم أجد شيئا مشابها لما تقدم، شكرا لك دكتور عبدالرحمن.

    1. الاحتفاظ بالإيميل ليس مكلفًا إنما الهدف جمع أكبر قدر من الانطباعات التي توحي باهتمام العميل بالمنتج/الخدمة.

      ولإنشاء الصفحة، يمكنك الاستفادة من أنظمة إدارة المحتوى مثل الووردبريس أو الخدمات مثل Wix، UnBounce.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *