أن تكون مرفوضا وأن تُنعَت بالفشل والغرابة وربما الجنون، هي أسباب كافية لكي تستسلم وتتخلى عن أحلامك. ولكن رد الفعل هذا ليس من شيم الناجحين الذين يؤمنون بأنفسهم وبقدراتهم ويصرون على تَجَشُّم أعباء الطريق ومشاقه وصعوباته مهما بلغت.
ربما تكونوا قد سمعتم من ذي قبل برجل يُدعَى “جاك ما”، وربما يكون العكس. وعلى أي حال لا بأس؛ فهذه المقالة سوف تطلعكم على قصة هذا الرجل الناجح، الذي يُعَد أغنى رجل في الصين بثروة قاربت الأربعين مليار دولار، وسوف نسلط الضوء على ما أذاعه “جاك ما” بنفسه حول أسرار نجاحه وتفوقه في دنيا المال والأعمال. فتعالوا بنا كي نخوض في بحر هذا المَعلَم المُضيء في سماء الثراء والشهرة والنجاح.
قائمة العناوين
الصعوبات والتحديات
كان “جاك ما” طالباً فاشلا بكل ما للكلمة من معنى؛ فقد كان سيئا في الرياضيات، كما أنه عانى من الفشل مرتين في الحصول على قبول في الجامعة، التي وصفها لاحقاً بأنّها أسوأ جامعة في البلاد. إلّا أنّ ذلك لم يَحُل بينه وبين تعلُّم وتطوير لغته الإنجليزية؛ إذ أنه عمل في أحد الفنادق التي مكنته من الاحتكاك مع السيّاح الأجانب ليستطيع في النهاية دخول الجامعة ويتخرج منها أستاذًا للغة الإنجليزية براتب قدره إثنا عشر دولار شهريا!
على الرغم من أنّه أسّس واحدة من كبرى الشركات التقنية في العالم، إلّا أنّ “جاك ما” لم يكن بارعاً على الإطلاق في أمور التكنولوجيا؛ فالشيء الوحيد الذي يجيد استخدامه هو حاسوبه الشخصي لإرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني وتَصفُح الإنترنت. وقد واجه الكثير من الصعوبات والتحديات في بداية عمله على تأسيس متجره الإلكتروني الذي أصبح أحد أشهر المتاجر على مستوى العالم.
الانطلاق نحو الثروة والشهرة
بخلاف ما جرت عليه العادة، فإننا لن نطيل في استعراض سيرة “جاك ما” الشخصية بالتفصيل، بل أننا سنتطرق إليها سريعا، ونركز جُلَّ اهتمامنا على استكشاف أسرار النجاح التي مكنت هذا الرجل من التربُع على عرش من عروش الشهرة والثراء.
“جاك ما” هو رجل أعمال صيني يمتلك مجموعة شركات تجارية ناجحة على شبكة الإنترنت، وهو أول رجل أعمال آسيوي تظهر صورته على غلاف مجلة “فوربس” الأمريكية المتخصصة في رصد أنشطة رجال وسيدات الأعمال وثرواتهم. ومما هو جدير بالذكر أن “جاك ما” هو الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة “علي بابا” التي أسسها، وتمتلك الموقع التجاري الشهير “علي إكسبريس”، وذلك قبل تقاعده عام ٢٠١٣م.
١٠ أسرار مهمة للنجاح مع “جاك ما”
وكما سبقت الإشارة، فإننا سنكرس ما تبقى من هذه المقالة للتعرف على أسرار نجاح “جاك ما” وكما يرويها هو بنفسه.
- تعود على أن تكون مرفوضا: يقول “ما” إنه تقدم للقبول في الجامعة على مدى ثلاثة أعوام، إلا أن طلبه جُوبِه بالرفض في كل مرة؛ فبدأ بتقديم طلبات العمل في الشركات الخاصة وتم رفض طلبه ثلاثين مرة. ثم توجّه إلى البحث عن عمل في سلك الشرطة؛ حيث تقدم إلى تلك الوظيفة خمسة أشخاص وكان “ما” الوحيد الذي لم يتم تعيينه! ويضيف أنه حينما افتتحت مطاعم كنتاكي في الصين تقدم بطلب وظيفة هو وثلاثة وعشرون شخصا فتم قبولهم جميعا ما عداه! ويُردِف قائلا: إنه تقدم بعشرة طلبات للدراسة في جامعة هارفرد، وقد قوبل طلبه بالرفض في كل مرة. ويقول – مازحا -: ” قلت في نفسي، لا بأس فإنني سأعود كي أعمل مدرسا فيها في المستقبل”. ورغم كل هذا الرفض إلا أن “ما” لم يستسلم ولم يُحبَط بل عَوّد نفسه على أن يكون مرفوضا.
- أبقِ حلمك حيا: يقول “جاك ما”: “نحن في شركة “علي بابا” لدينا سر بسيط؛ مثل عبارة “افتح يا سمسم”؛ ألا وهو أبقِ حلمك حيا، ولا تتنازل عنه مهما حصل، فالإصرار على تحقيق الحلم سر عظيم من أسرار النجاح“.
- ركز على ثقافة العمل: قد يظن البعض أن التكنولوجيا هي نقطة القوة الرئيسة التي تتمتع بها شركة “علي بابا”، إلا أن “ما” يرى أن أهم نقطة قوة في شركته تمثلت في الاهتمام بثقافة العمل؛ فمجموعة القيم التي يتبناها العاملون – الذين يزيد عددهم عن عشرين ألفا – تنص على أن جميع العاملين يساندون ويدعمون بعضهم بعضا، ولا يركزون على تحقيق مصالحهم الشخصية فقط، وهذا بدون أدنى شك يدفع الشركة إلى الأمام.
- تجاهل المُحبِطين: يقول “ما”: “عندما أخبرت بعض أصدقائي ومعارفي عن فكرة “علي باي Ali Pay”، وهو نظام دفع إلكتروني من خلال الإنترنت، قال لي معظمهم إنها أسخف فكرة يمكن التفكير فيها. واليوم أقول لهم إن هذه الفكرة السخيفة يستخدمها أكثر من ٨٠٠ مليون شخص حول العالم”!
- كن مُلهَما: يعتقد “ما” أن المرء يمكن أن يكون مُلهَما من خلال مشاهدة الناجحين، وكيفية أدائهم لعملهم؛ فيستطيع – مثلا – أن يتعلم الكثير من المهارات عن طريق مشاهدة الأفلام التي يمثل فيها نجوم الفن، فيستفيد من ذلك في التصرف على طبيعته، وأن يكون كلامه تلقائيا ونابعًا من الفطرة.
- ركز دائما على فكرة واحدة: يقول “ما”: ” قد تبدو لك العديد من الفرص الناجحة، وقد يقدم إليك الكثيرون آلاف الأفكار الجذابة. إلا أنه يمكن أن يكون من الحكمة رفض هذه الأفكار وعدم الاهتمام بها لا لأنها فاشلة، بل لأنها ستشتت تركيزك في عملك”.
- اختيار الاسم اللافت: في إحدى المقابلات التلفزيونية، سُئِل “جاك ما” عن سبب اختياره لإسم “علي بابا” بالتحديد، فأجاب: “كنت منشغلا في اختيار اسم للشركة التي أنوي تأسيسها. وفي أحد الأيام كنت أتناول الغداء في مطعم بمدينة سان فرانسيسكو، ومرت النادلة بجانبي، فسألتها: هل تعرفين “علي بابا”؟ فابتسمت وأجابت: “افتح يا سمسم”، وعندها صرخت قائلا: “هذا ما يجب أن يكون عليه اسم الشركة”. ومما زاد من إصراري أنني خرجت إلى الشارع وسألت عددًا من الناس نفس السؤال الذي سألته للنادلة، فأجاب جميعهم نفس إجابتها. واليوم إذا كتبت حرف (أ) بالإنجليزية على جوجل فإن أول اسم سيظهر أمامك هو “علي بابا””.
- الزبون دائما رقم ١: يقول “ما” : “نحن في “علي بابا” نؤمن بأن الزبون يأتي في المرتبة الأولى، يليه الموظف، وأخيرا المساهمون”. ويضيف قائلا: “المساهمون قد يتروكونك إذا عانت شركتك من بعض الظروف الصعبة، كما أن الموظفين قد يجدون فرصة عمل أفضل، فيتركون عملهم في الشركة، ولا يبقى إلا الزبون؛ فإذا استطعت أن تستمر في إشباع حاجاته وتلبية رغباته فإنه سيبقى مواليا لشركتك”.
- لا تشتكي، بل إبحث عن الفرص: يوجه “ما” خطابه إلى الشباب بصورة خاصة؛ فيقول: “دائما نسمع أشخاصا يشتكون من انعدام الفرص أو قلتها. وأنا أقول لهم إن الفرص كثيرة، بل إنني اؤكد على أنه حيثما تكون الشكوى فثَمَّ الفرصة”.
- كُن شَغوفا: حينما تنظر إلى “ما” وهو يخاطب فريق عمله، فإنك تستطيع أن تدرك مدى شغفه في تحقيق النجاح والتفوق؛ فهو يؤمن بأن النجاح ليس مستحيلا، طالما كان هناك إرادة وتصميم على النجاح. إنه يقول لهم: “جميعنا نملك عقولا، ولكن يجب علينا أن نؤمن بقدراتنا وأن نصر على النجاح وننظر إلى المستقبل بتفاؤل”. ويضيف: “يجب أن يكون لدينا هدف وخطة كي نستطيع منافسة عمالقة التكنولوجيا ليس في الصين فحسب، بل على مستوى العالم؛ لأنه لا ينقصنا شيء”.
ولا شك أن ما يؤمن به “جاك ما” يمثل النهج الذي اختطه أغلب الناجحين في مختلف المجالات؛ فطريقهم بدأ بحلم جميل داعب مخيلاتهم، ناهيك عن الصعوبات الجمة التي اعترضتهم، ولكنهم لم يفنوا حياتهم في الحلم، بل استيقظوا وعاشوا في الواقع متحدين الصعاب ومصرين على المُضي قُدُماً دون كلل أو ملل، فكانت المكافأة الطبيعية، نجاحا منقطع النظير.
الدروس المستفادة
- الفشل والرفض هما جزء من الحياة، إلا أنهما يجب ألا يقعدانك عن متابعة العمل على تحقيق ما تصبو إليه بأي حال من الأحوال.
- مهما بدا حلمك ساذجًا في أعين الآخرين فلا يجب أن يؤدي ذلك إلى التخلي عنه، ما دمت واثقا من نفسك وقدراتك.
- الحياة من حولنا مليئة بالمحبطين والعاجزين، إلا أنه لا يجب أن يؤثر ذلك عليك سلبيا ويحول بينك و بين ما تؤمن به.
- النجاح ليس حِكراً على شخص دون آخر؛ فهو حليف المخلصين لأحلامهم والمتفانين في عملهم.
- الاهتمام بمن يعمل معك سبب جوهري في الوصول إلى قمة النجاح؛ فلا تنظر إلى مصلحتك الشخصية وتتناسى مصالح الآخرين.
- زبائنك أهم ما لديك؛ فحريٌ بك ألا تُفرِّط بهم لأي سبب. حافظ عليهم ولا تتنازل عن هذا الهدف أبداً.
- لا تكِلّ ولا تمِلّ من التعلم؛ فجميع الناجحين يدركون أن التعلم هو عملية مستمرة ما دام المرء يستنشق الهواء.
لا يمكنني الدخول لحسابي على الرغم اني لدي حساب في المنصه من 2018
لقد عملت اعادة ضبط الرقم السري ولاكن للاسف احصل على الاشعار ولا يوجد فيه رقم سري
أهلا بك،
الرسالة التي تصلك بها رابط “إضغط هنا لإعادة تعيين كلمة المرور”، آمل الضغط عليه لإعادة تعيين كلمة المرور المرتبطة بحسابك.
شكرًا لاهتمامك وتواصلك!