لعل أول ما قد يخطر على البال عند سماع كلمة “ملياردير”، شخص أخذ منه الزمن سنين عمره وخطه الشيب وعلت وجهه التجاعيد. وقلما يتبادر إلى الذهن أن المقصود هو شاب في مقتبل العمر لم تتخطى سنه الثلاثة عقود؛ الأمر الذي قد يدعو إلى الدهشة والاستغراب، والتساؤل حول إمكانية الوصول إلى مصاف الأثرياء ورجال الأعمال في مرحلة مبكرة من العمر. وفي هذا الصدد، يمكن القول إن النجاح في المضي في طريق النجاح والثروة ليس حكرا على أفراد دون غيرهم، بل هو حق لكل من أدرك هدفه، وسعى بكل ما أوتي من عزيمة وإصرار إلى تحقيقه، غير عابئ بما قد يعترض طريقه من صعاب أو عراقيل، بصرف النظر عن عمره أو جنسه أو لونه. ومما قد يزيد الأمر غرابة الوصول إلى مصاف رجال الأعمال والمال من نقطة الصفر، من خلال الاعتماد على الذات وتنميتها واستغلالها للوصول إلى تلك المرتبة. ولكن، أليس لكل مجتهد نصيب؟ وهل ترانا نسينا تلك المقولة الخالدة: “من جد وجد، ومن سار على الدرب وصل؟”.
ولا بد لمن يستعرض قصص نجاح الأفراد الذين أصبحوا حديث المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل والإعلام أن يتوقف مع قصص العصاميين الذين استطاعوا أن يجنوا ثروات طائلة بجدهم وتعبهم ومتابعتهم لأحلامهم حتى أصبحت حقيقة ماثلة للعيان. ومن هؤلاء، بطل قصتنا، الشاب الإيرلندي الأصل “جون كوليسون” ابن الثامنة والعشرين ربيعًا، الذي استطاع أن يؤسس هو وشقيقه “باتريك” الذي يكبره بعامين، شركة سترايب (Stripe) عام ٢٠١١م، والتي يقع مقرها الرئيس في سان فرانسيسكو. وعلى الرغم من أن هذه الشركة التقنية قد لا تتمتع بشهرة جماهيرية واسعة كغيرها من الشركات؛ إذ أنها لا تبيع منتجات استهلاكية، وإنما تتعامل مع الشركات ببيع برمجيات تمكنها من استلام المدفوعات من خلال الإنترنت، إلا أن عدد عملائها يتجاوز المئة ألف عميل حول العالم، بالرغم من أنها تواجه منافسة قوية من العديد من الشركات العملاقة المشابهة.
اقرأ المزيد