الشركة الناشئة منظمة (مؤقتة) هدفها الأساسي هو البحث عن نموذج عمل مربح، قابل للتوسع، ويمكن تكراره 1. في هذه المرحلة المؤقتة، يمكننا تشبيه الشركة الناشئة بسيارة تسير على الطريق بكمية محدودة من الوقود (المال). المسافة التي ستتمكن من تغطيتها السيارة (الشركة الناشئة) تعتمد بالدرجة الأولى على مقدار الوقود، المسافة المقطوعة، بالإضافة لعوامل أخرى قد تزيد من صرفية الوقود (المال).
دعنا نفصّل هذه المعادلة بعض الشئ على حالة الشركة الناشئة:
- الوقود: رأس المال المتاح لدى الشركة وإذا مانفذ تموت الشركة! استغلال الوقود بالشكل الأمثل وتقليل الهدر يتيح للسيارة (الشركة الناشئة) أن تسير مسافة أطول.
- المسافة: غالبًا مايكون المسار الذي ستقطعه الشركة الناشئة في بداياتها مجهولاً كون الشركة في بحث عن نموذج عمل وهي عملية فيها الكثير من الغموض وتستغرق في الغالب الكثير من الوقت. لذلك، كل مازادت المسافة المقطوعة كل ماكان أفضل!
- مصاريف أساسية: طالما السيارة متحركة على الطريق، هنالك مقدار من الوقود لابد من أن يتم استخدامه لتتمكن السيارة من الحركة. في الشركة الناشئة، غالبًا مايكون هنالك مصاريف جوهرية لا يمكن الاستغناء عنها حسب طبيعة العمل ونوع النشاط ولابد من صرفها لتستمر الشركة. فعلى سبيل المثال، لو كانت الشركة الناشئة تعمل على إنشاء خدمة تقنية، لابد من استئجار موقع وخادم وربما دفع رواتب بعض المبرمجين.
- مصاريف ثانوية: أي مصاريف أخرى إضافية ليست جوهرية وليس لها أثر مباشر واضح على النشاط الأساسي. ومن ضمن هذه المصاريف: استئجار مكتب فخم في حي باهظ الثمن وعلى عدة شوارع، شراء أثاث فخم، تعليق شاشات غالية، شراء الإعلانات في الصحف، وغيرها الكثير.
معّدل الحرق (Burn rate)
معدّل الحرق (Burn rate) هو مصطلح يطلقه الخبراء على معدّل خسارة الأموال في الشركة (تدفق الأموال سلبي كون الصرف أكثر من الدخل) والذي بناءً عليه يمكن للشركة الناشئة أن تعرف من خلاله الوقت المتبقي لها قبل أن تُفلِس الشركة (أو تحاول الحصول على تمويل إضافي للمتابعة). فعلى سبيل المثال، لو كان لدى الشركة ١٠٠ ألف وكانت المصروفات الأساسية تُكلّف الشركة ١٠ آلاف شهريًا، يكون عدد الأشهر المتبقية هو ١٠ أشهر (١٠٠٠٠٠/١٠٠٠٠).
رأيت أهمية توضيح هذا المصطلح كوني ناقشت العديد من رواد الأعمال في الفترة الماضية ولاحظت بأن الكثيرون منهم يقومون بصرف الأموال المحدودة المتاحة لمشاريعهم بطرق غير سليمة. لكم أن تتصوروا محاولاتي (على سبيل المثال) إقناع شاب أو شابة بأن الإعلان في الجرائد مكلف وغير مفيد بتاتًا لمشاريعهم كون شريحة العملاء الذين يستهدفونها بعيدة تمامًا ولا يمكن الوصول إليها بفاعلية من خلال هذه الوسيلة في ظل وجود وسائل أخرى أقل تكلفة وأفود بكثير على المدى الطويل (مثل بناء محتوى مفيد لشريحة العملاء المستهدفة على الانترنت). ومن الأمثلة المتكررة على الصرفيات غير المبررة استئجار مكتب على أفخم الشوارع للظهور “بمظهر لائق” أمام العملاء مستقبلاً وهو في نظري سبب سخيف خصوصًا إذا ما كانت الشركة الناشئة لم تحدد بعد بدقة من هو العميل المستهدف والمشكلة التي يعاني منها وطريقة حلها وكيف يمكن الوصول إليه…وحتى ولو تم تحديد شريحة العملاء، من الخطأ أن يفترض رائد الأعمال حاجته لمكتب “فخم” لمجرد الظهور بمظهر لائق أمام العميل. ثق تمامًا عزيزي رائد الأعمال بأن العميل في حاجة لخبرتك/منتجك/خدمتك وليس إلى مكتبك الفخم!
في المرة القادمة التي تُفكّر فيها في صرف مبلغ ليس ببسيط في مشروعك الريادي إسأل نفسك: هل سيساعدني صرف هذا المبلغ بشكل مباشر وواضح في تحقيق أهدافي والعثور على نموذج العمل أم أنه سيقلل من الوقت المتاح لي ويُعجّل بنهاية مشروعي…من المؤكد أن المكتب الفخم يمكنه أن ينتظر لوقت لاحق فالعميل يهمه الحل المقدم من قبلك بالدرجة الأولى وليس مظهرك أو مظهر شركتك…
- حسب الخبير وريادي الأعمال ستيف بلانك.
السلام عليكم
منتهي الابداع في طرح وتوصيل المعلومه
الله يجزاك الجنه ويهل امرك لما فيه خير وصلاح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
وإياك إن شاء الله حليمة، سعيد بأن حاز على إعجابك.