رحلة منترني (١): إطلاق المرحلة التجريبية

   

الرابط المختصر:

بداية الشهر الميلادي الماضي (٢ نوفمبر ٢٠١٧)، قمت ولله الحمد بإطلاق تطبيق منتِرني للعالم وبدأ المرحلة التجريبية بمرشد واحد فقط وهو أنا. يصادف شهر نوفمبر وجود أسبوع ريادة الأعمال العالمي، وأيضًا، يوم ميلادي (الشكر لفيسبوك وتويتر لتذكيري 😂).

منتِرني منصة تهدف لتوفير الإرشاد المميّز للشركات الناشئة لزيادة فرص نجاحها وذلك بالربط بين رواد الأعمال (والطامحين ليكونوا كذلك) ومجموعة من المرشدين الرائعين من خلال تطبيق ذكي يسّهل عملية جدولة المواعيد وإقامة الاجتماعات داخل التطبيق بالصوت/الصورة.

مرشد واحد

تجربة منتِرني بدأت بمرشد واحد لأنها مرحلة تجريبية وكنت متوقعًا أن هناك العديد من المشاكل التقنية والتي قد تزعج غيري من المرشدين ولم أرد أن ينزعجوا بمثل تلك المشاكل في هذه المرحلة المبكرة من المشروع. الهدف الأساسي في هذه المرحلة التجريبية كان اختبار ردة فعل واستقبال المستخدمين (المرشدين والرواد) لمثل هذا الأسلوب الجديد في الحصول على الإرشاد لمعرفة إذا ما كان الحل المطروح (منتِرني) يمكنه أن يساهم في حل المشكلة التي بُني من أجلها (صعوبة الحصول على الإرشاد).

لماذا منتِرني؟

من الأشياء التي يُجمع عليها العديد من رواد الأعمال الناجحين حول العالم أهمية الإرشاد (Mentoring) لمساعدة رواد الأعمال وزيادة فرص نجاحهم.

من احتكاكي بالعديد من رواد الأعمال، مسؤولي مختلف الجهات المهتمة بريادة الأعمال، والعديد من الطامحين ليكونوا رواد أعمال (سواءً من المسجلين في كورساتي لريادة الأعمال وغيرهم)، وأيضًا, من قيامي بالإرشاد في بعض المجالات التي خبرة فيها لمست وجود صعوبات كبيرة في الوصول للمرشدين المتخصصين. وفي كثير من الأحيان، قد يكون رائد الأعمال في مدينة جدة ويكون المرشد المناسب له في مدينة الرياض، وقد لا يكون بالإمكان أن يتواصلوا لعدم معرفتهم ببعض ولإنشغال المرشدين في مشاريعهم الخاصة في الغالب.

مجال ريادة الأعمال في العالم العربي مازال في بداياته (مقارنة بالخارج) ومازلنا في حاجة للعديد من قصص النجاح. منظومة ريادة الأعمال في العالم العربي، وتحديدًا بالسعودية، مازالت هي الأخرى في بداياتها ولابد من تكاتف الجهود لتطويرها بشكلٍ كافٍ.

منتِرني، في نظري المتواضع، هو جهد (من بين عدة جهود مطلوبة) لتحسين وتطوير بيئة ريادة الأعمال في السعودية ودعم رواد الأعمال.

مراحل المشروع الريادي

تمر المشاريع الريادية (الشركات الناشئة) في عدة مراحل، وأجمل توضيح لها هو ماوضحه عرّاب ريادة الأعمال ستيف بلانك.

المرحلة الأولى (أقصى اليسار) يمكن تسميتها استكشاف العميل (Customer Discovery)، وفي هذه المرحلة، يكون لديك تصوّر ما عن المشكلة ومن يعاني منها وتحاول اختبار الحلول التي قد تساعد في حل المشكلة الأساسية لدى الفئة المستهدفة. هذه هي المرحلة التي أرى منتِرني فيها اليوم.

يمكن القول بأن الحصول على مصادر دخل ثابتة وواضحة في هذه المرحلة أمر شبه مستحيل (إلا إذا كان رائد الأعمال محظوظًا بعثوره على طريقة واضحة وجلية وكان العميل مستعدًا للدفع مباشرة وكان الحل شبه جاهز). مع ذلك، من المهم الإشارة إلى مرحلة التجربة الأولية (المشار إليها Proposed MVP) وأنها في كثير من الأحيان يمكن من خلالها اختبار وسيلة أو أكثر للحصول على مصادر دخل للمشروع.

مع ذلك، طبيعة بعض المشاريع قد تختلف، وأسلوب تطبيقها قد يختلف أيضًا. وأحب أن أشير هنا إلى شركات عملاقة مثل Amazon وPayPal وكيف أنها في بداياتها كان هدفها الأساسي تكبير الحصة السوقية حتى ولو لم يكن هناك دخل، لإيمانهم بالحل المطروح وقيمته ولضمان أكبر حصة في السوق قبل دخول أي من المنافسين. في هذه الحالة، غالبًا مايكون صرف كبير للتوسّع، وفي PayPal مثلا، وصل بها الحال إلى صرف مايقارب ١٠ ملايين دولار شهريًا في تلك المرحلة الأولية من المشروع للإنتشار بشكل أكبر وإثبات وجودها في السوق كوسيلة فريدة للدفع الالكتروني.

وأنا هنا لا أُحبذ صرف الكثير من الأموال في المراحل الأولى وليس لدي مثل تلك الإمكانيات، فمثل هذه الشركات كانت قد حصلت على استثمارات كبيرة في بداياتها، لكن، هدفي هو الإشارة إلى أن البدايات والمراحل قد تختلف حسب المشروع وحسب رؤية رائد الأعمال نفسه وحسب حاجة السوق للحل (وإلمام رائد الأعمال بذلك).

وضوح الهدف الأساسي في كل مرحلة أمر مهم

كما هو موضّح في الشكل أعلاه، تختلف الأهداف غالبًا مع اختلاف المرحلة التي يكون فيها المشروع الريادي.

من السهل جدًا أن يبتعد رائد الأعمال عن هدفه الأساسي خصوصًا في المراحل الأولى. فمن الطبيعي على سبيل المثال أن يحاول توليد أي مصادر دخل لمشروعه مبكرًا رغم أن طبيعة المشاريع تختلف، وفي كثير من الأحيان، عدم وضوح التصوّر في المراحل الأولى من المشروع الناشئ يعني أيضًا الحاجة لمزيد من الوقت إلى أن يتمكن المشروع الريادي من توليد أي مصادر دخل يمكنه أن يعتمد عليها. فالهدف في النهاية ليس إيجاد مصدر دخل سريع بقدر ماهو إيجاد مصدر أو مصادر دخل ثابتة يمكن الاعتماد عليها. بمعنى آخر، لابد من الوصول لنموذج عمل (Business Model) مربح، قابل للتوسع، ويمكن تكراره.

في منتِرني، رغم ابتعادي في التفكير أكثر من مرة عن الهدف الأساسي للمرحلة الأولى ومحاولتي التفكير في مصادر دخل مختلفة في هذه المرحلة المُبّكرة، أحاول أن أُذكر نفسي دائمًا بالهدف: اختبار مدى مناسبة الحل للمشكلة (Problem/Solution Fit). أما مادون ذلك، يمكن تأجيله خصوصًا إذا ماكانت التكاليف في هذه المرحلة يمكن تغطيتها بشكل أو بآخر.

الانطباع الأولي عن التطبيق

بحمد الله استقبال المستخدمين حتى اليوم ورغبتهم في تجربة التطبيق (مستخدمين كانوا أو مرشدين) كانت أكثر من رائعة، وهناك أكثر من ٣٥٠ مستخدم للتطبيق في هذه المرحلة وتم تقديم أكثر من ٣٥٠ دقيقة إرشاد رغم أني لا أهدف لتوسيع قائمة المستخدمين إلا بشكل ضيق جدًا خصوصًا في ظل وجود العديد من المشاكل التقنية والتي حلينا بعضها ومازلنا نختبر ونستكشف غيرها والحاجة لتطوير بعض الخصائص والتي استبعدتها في المرحلة الأولية.

بمجرد الإعلان عن التطبيق وصلتني عشرات الطلبات من مرشدين يرغبون في الانضمام، وبحكم أن التطبيق في المرحلة الأولية وأيضًا لضمان جودة الإرشاد المقّدم، وضحّت للكثيرين منهم بأنه في هذه المرحلة لا يتم إضافة إلا بعض الأسماء من ذوي الخبرات للاستمرار في اختبار التطبيق وتطويره وأنه سيتم التواصل معهم لاحقًا إذا ماانطبقت عليهم المعايير التي وضعناها لاختيار المرشدين.

أسعدني جدًا انضمام مجموعة من الزملاء من المراحل الأولى للتطبيق للمساعدة في تطويره واختباره:

  • أسامة نتو
  • مروة عبيد
  • مازن الضراب
  • حسين العطار
  • د. أكرم نور
  • د. فواز سعد

في منتِرني، أُعوِّل كثيرًا على انضمام مرشدين رائعين للمنصة، ليس فقط لمشاركة تجاربهم وخبراتهم وإثراء رواد الأعمال، بل، للمساهمة في تطوير منتِرني بآرائهم واقتراحاتهم ليكون للمنصة أثر إيجابي واضح في منظومة ريادة الأعمال ودعم الرواد في العالم العربي.

الرابط المختصر:

1 فكرة عن “رحلة منترني (١): إطلاق المرحلة التجريبية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *