أهدافك البعيدة، مسارك في الحياة، وآلاف الملهيات بينك وبينها

   
الرابط المختصر:

تخيل معايا واحد تعرفه قالك رايح دولة أوروبية للراحة والإستجمام والاستمتاع بالأجواء والطبيعة…

وفجأة، وبدون أي مقدمات تجده يرسل لك صور سفره وهو وسط صحاري أفريقيا…

تغيير جذري كبير صح ولا لا؟! البيئتين مختلفة تمامًا، وفي حين أن الوجهة الأولى قد يسافر إليها الشخص بهدف الراحة والنقاهة والاستمتاع بالطبيعة، فالوجهة الثانية قد تكون مناسبة لمن يبحثون عن المغامرة أو لديهم الرغبة في بذل الجهد والعمل الخيري ونحوها.

الأهداف التي قد يقرر الشخص أن يسافر من أجلها لكل وجهة مختلفة اختلاف جذري عن الأخرى!

مثل هذا التغيير الجذري هو الي بيحصل في حياة الكثيرين للأسف، لأنهم لم يحددوا أهدافهم ومسارهم في الحياة…وأكثر مايحزن هو أنه يحصل لهم دون علمهم…

في الحلقة السابقة طرحت بعض الأسئلة اللي أشوف إنه من الضروري كل واحد يجاوب عليها، أو إذا ما يعرف إجابتها، على الأقل يبحث عن إجابة لها ويخليها قدامه.

سأعيد طرح الأسئلة لنكمل نقاشنا عن أهمية التخطيط:

  • أين تريد أن تكون مستقبلاً؟
  • أين تريد أن تصل؟
  • ما هي أهدافك البعيدة؟

ستختلف إجابتك على هذه الأسئلة باختلاف التجارب التي مررت بها، نُضجِك، وحسب مرحلتك الدراسية أو المهنية.

إذا لم تكن قد فكّرت في مثل هذّ الأسئلة العميقة المهمة، قد يكون من الجيّد لو بدأت الآن (أثناء أو بعد استماعك للحلقة)، لأن مثل هذه الأسئلة تساعدك في التفكير بعيد المدى أو مايسمى بالتفكير الاستراتيجي، وهو من أساسيات النجاح.


اعتراف: أنا من الناس الي كنت أكره شيئ اسمه تخطيط وتخطيط استراتيجي، امكن لأنه ماعلمونا هو صح ومافهمونا الموضوع بطريقة سهلة قبل مايدخلونا في تعقيدات تتعلق أدوات ومنهجيات التخطيط وإدارة المشاريع وغيرها.

لست هنا اليوم لأتكلم عن هذي الخرابيط. وخلونا نسميها خرابيط في سياق هذه الحلقة فقط، ليس انتقاصًا من أهمية الأدوات والمنهجيات حقت التخطيط، بل لأنك لو مافهمت جوهر التخطيط وأهمية تحديد الأهداف البعيدة وحددت أهداف ذات قيمة، وأهمها أهدافك الشخصية البعيدة، كل شيئ حتتعلمه عن التخطيط يعتبر ثانوي وغير أساسي…بالتالي، خرابيط!

  • مافي فائدة تعرف أدوات وأساليب التخطيط إذا ما عرفت تحدد أهدافك في هذي الحياة.
  • مافي فائدة تحدد أهداف وخطط لجهة عملك بينما إنت كإنسان ماوضعت لنفسك أي أهداف بعيدة.

البوصلة الداخلية ومسارنا

لمن أتكلم عن التخطيط والأهداف البعيدة، أنا لا نتحدث عن ضرورة وجود أهداف ذكية قابلة للقياس فهذا شئ أقرب للمستحيل على المدى البعيد، إنما المغزى هو تحديد وجهتنا (Direction) أو الهدف البعيد اللي نرغب في السيرِ تجاهه. لا بأس إذا كان هذا الهدف غامض شوية، لأنه من المستحيل أن تعرف نهاية الطريق الطويل من أول خطوة. لكن، على الأقل، وهذا جوهر الموضوع، من المهم أننا نعرف الإتجاه اللي حنسلكه.

تخيل معايا إنك واقف في وسط الصحراء، من المهم إنك تحدد الاتجاه الصحيح الي حتمشي فيه وإلا ستضيع وقتك في دائرة صغيرة حول المكان الي بدأت فيه. اليوم رايح شمال، وبعد أسبوعين نازل جنوب غرب، وهكذا.


ثق تمامًا أن جميع الناجحين، سواءً على المستوى الشخصي أو التجاري، حددوا أهدافهم وخططوا لمستقبلهم في مرحلة أو أخرى. قد لا يكون هذا التخطيط واضح بكل التفاصيل ومكتوب. لكن، على الأقل، أمثال هؤلاء من الناجحين لديهم بوصلة داخلية توجههم نحو أهدافهم البعيدة التي يسعوا لتحقيقها.

تحديدك للأهداف البعيدة هو بمثابة إعدادك وتفعيلك لبوصلتك الداخلية التي ستساعدك في تحديد الإتجاه الذي ستسلكه.

طبعًا لمن نتكلم عن تحديد الأهداف البعيدة، مو شرط تطبق منهجيات وتتعلم أدوات وتوثق كل شيئ…أقل القليل وهو المقبول أن يكون هناك هدف في عقلك تتذكره كل فترة وتعيد مواءمة مسارك في هذي الحياة تجاهه أو على الأقل، لو أخذتك الحياة في شوارع جانبية، تذكر أهمية إنك تعود لهذا الهدف المهم الذي وضعته لنفسك وتعيد نفسك للطريق واالاتجاه الصحيح.

حتى تبدع وتنجح

لكي تُبدع وتتميز عن الآخرين، احرص على تنمية معرفتك، مهاراتك، وخبرتك في مجال أو مجالات ما حتى تصل لمرحلة تجد نفسك فيها قد أصبحت من القلائل (نسبيًا) المتميزين في تلك المجالات. تميّزك في مجال أو مجالات ما حيستغرق الكثير من الوقت والجهد.

ونظرًا لأن وقتنا محدود وطاقتنا محدودة، من غير العملي، بل ومن المستحيل، أن نحاول أن نصل لمرحلة التميز في كل المجالات أو في عدد كبير من المجالات في نفس الوقت.

لا بأس من أن يكون الإنسان مثقفًا ومطّلعًا على أكثر من مجال.

لكن، خليني أسألك، كم عدد المثقفين الذين تعرفهم عندهم الحصيلة المعرفية والخبرة المتعمقة في مجال أو مجالات ما؟ لاحظ بأني ذكرت “الحصيلة المعرفية والخبرة”، ماقلت مجرد إطلاع أو ثقافة سطحية، لأن مجتمعاتنا اليوم تعاني من الغالبية العظمى التي ترى أنها مثقفة لمجرد أنها قرأت بعض المقالات أو بحثت في قووقل، وتشوفهم يطرحوا الآراء ويدافعوا عنها باستماتة، معتقدة بأن هذه هي الثقافة، وأنه من الضروري أن يكون لهم رأي في كل شئ!

إذا أردت أن تتميز وتنجح في حياتك، لا بد أن تفعل ما لا يفعله الأغلبية، وتُركِّز على اكتساب المعرفة والخبرات وتنمية المهارات بشكلٍ مركّز في مجال أو مجالات معدودة، وهي خطوة يهملها أغلبية الناس. لماذا؟ لأنها تتطلب الكثير من الجهد والوقت والتركيز، وأغلبية الناس، للأسف، يبحثون عن النجاح البسيط والسريع، لا النجاح والتميّز الحقيقي المستمر والذي غالبًا ما يكون على المدى البعيد.


لا تكن “بتاع كله” ومن جماعة “سبع صنايع والبخت ضايع” أو ممن يعرفون عن كل شئ ولا يجيدون أو يتقنون أي شئ. كن متعمقًا متخصصًا في مجال أو مجالات معينة (مثل الليزر Laser Focused)، فهذا هو التميز الحقيقي والذي يقود للإبداع!

أهمية الأهداف وتحديد المسار

If you aim at nothing, you will hit it every time.

Zig Ziglar

يقول زيق زيقلار: إذا قنصت أو نشنت على لا شيئ، sتصيبه في كل مرة.

الكل يحتاج أن يحدد أهدافه، أو على الأقل، الاتجاه الي نبغا نروح له في حياتنا…

الخريج الأفضل يكون عنده أهداف بعيدة وأهداف قريبة أو على الأقل شبه أهداف. كل موظف في بداية مساره الوظيفي لابد يكون عارف هو فين رايح وفي أيش حاب يتخصص ويبدع لأنه هذا الشيئ حيفتح له فرص كثيرة مستقبلا.

وبكل تأكيد، كل من يطمح لبدء أي عمل تجاري كان، لابد يضع بعض الأهداف.

Highly successful organizations and individuals all have an extremely clear vision of where they are going.

كل المنظمات والأفراد الناجحين عندهم رؤية واضحة جدًا للهدف أو الوجهة المتجهين إليها.

نجاحك وتميّزك في هذه الحياة سيعتمد لحدٍ كبير على فهمك لنفسك وتخطيطك السليم وإلتزامك قدر المستطاع بالخطة أو المسار الذي حددته لنفسك. في عالم الأعمال أيضًا، التركيز مهم للنجاح في ظل وجود العديد من الأسواق والمجالات المختلفة (من التعليم إلى الصحة ومابينها).

رواد الأعمال الناجحين حول العالم حرصِوا على تنمية مهاراتهم، خبراتهم، وحصيلتهم المعرفية في مجالات محددة لديهم اهتمام وشغف بها. هذه العملية، عملية جمع المعارف والخبرات وتطوير المهارات، عملية تستغرق الكثير من الوقت والجهد والمال.

لنُعيد صياغة قصة الشخص المسافر في البداية بطريقة أخرى:

لنفترض جدلاً أن شخصًا قرر فتح مطعم يقدم الوجبات في مجال ما وبدأ في التخطيط والعمل وطوّر مهارته في الطبخ على مدى سنتين. وفجأة، ولملاحظته بأن هناك اهتمام بالمشاريع الريادية التقنية، في ترند، قرر فتح مشروع ريادي في مجال الذكاء الاصطناعي. المجالان مختلفان تمامًا (الغذاء ≠ التقنية) والمهارات والخبرات والمعارف التي قد يحتاج إليها صاحب العمل لزيادة فرص نجاحه تختلف بشكل كبير حتى في ظل وجود بعض الجوانب المشتركة.

مثل هذه المظاهر مشاهدة بكثيرة، وهو توجّه أفراد لديهم اهتمامات وخبرات في مجالات ما لبدء مشاريع في مجالات مختلفة تمامًا رغم افتقارهم للأسس والمهارات التي تساعدهم في زيادة فرص نجاحهم. والنتيجة، غالبًا، فشل مشاريعهم أو الهدر الكبير في الموارد كون الفرد لم يكن مهيئًا لدخول المجال/السوق.

تغيير المجال لا بأس به، خصوصًا لو كان هناك فرصة كبيرة، لكن، تغيير المجال لابد يكون مدروسًا وألا يكون هناك استعجال ومخاطرة بجهل في دخول سوق مجهول.

طبعًا هذه المظاهر ملاحظة بكثرة مع كل موجة من الموجات التي تنتشر في بلدنا. فقبل سنوات، ومع ازدياد الاهتمام بالجودة مثلاً، لاحظنا أن العديد من الأفراد الذين يفتقرون لأسس الجودة قاموا بتأسيس أعمال تجارية لتقديم الاستشارات والتدريب في مجال الجودة! قد يقول البعض بأن هذا فيه استغلال للفرص. في المقابل، شخصيًا، أرى أن هذا فيه إشارة كبيرة لإفتقار بعض هؤلاء للتركيز ولما يمكنهم أن يتميزوا به، ولو نجحوا، فنجاحهم في كثير من الأحيان مؤقت ومحدود.


عزيزي المستمع (أو القارئ): لا أريد لنفسي أو لك أن تكون من أمثال هؤلاء الذين يتحركوا بعد تحرك السوق ويتصرفوا كنتيجة لما يحدث من حولهم. أُريدك أن تكون من المبتكرين الذين يصنعون فرصهم بنفسهم بإذن الله، وهذا هو النجاح الحقيقي في ريادة الأعمال.

تحديدك لأهدافك البعيدة ومعرفة المسار الذي ستسلكه سيساعدك في بناء خبراتك ومعارفك بشكل يخدم أهدافك البعيدة بإذن الله. في المقابل، عدم معرفتك لوجهتِك النهائية قد يعني تنقلك بين أكثر من مجال واهتمام دون تركيز حقيقي يساعدك في النهوض والتميّز.

الفرص الجانبية

بغضّ النظر عن تحديدك لوجهتك ومسارك من عدمه، خلينا نتكلم عن شيئ آخر جدًا مهم فد يؤثر على رحلتك نحو تحقيق أهدافك، وهو الفرص الجانبية.

الفرص الجانبية هي فرص للعمل والكسب تأتيك من الآخرين أو البيئة المحيطة لك، وغالبًا ماتكون الفائدة منها قصيرة المدى. هذه الفرص، في كثير من الأحيان، تختلف عمّا نطمح لتحقيقه والعمل عليه، فهي في الغالب لا تخدم أهدافنا البعيدة بل تخدم غيرنا.

في بداية حياتك العملية، من الطبيعي جدًا أن تكون الفرص التي تأتيك قليلة كونك مازلت لم تطور مهاراتك ولم تكتسب خبرات ومعارف وتبني علاقاتك. بمعنى آخر، الناس مايعرفوك ومابنيت لنفسك اسم.

في مرحلة لاحقة، ومع تميزك في مجال أو أكثر، ستزداد الفرص الجانبية التي تأتيك، صغيرة كانت أم كبيرة. بعض هذه الفرص قد تكتشفها بنفسك والكثير منها حتأتي من البيئة المحيطة بك ومن هم حولك. كلما زادت الفرص، كلما زادت الحاجة إلى الانضباط الذاتي (Self-Discipline)، وهو تحكّم الإنسان بقراراته ومشاعره والتفكير فيها بعقلانية، لا الجري وراء الفرص هنا وهناك دون تخطيط وبُعد نظر في محاولة لإرضاء الآخرين أو لضعف الانضباط الشخصي.

بعض الفرص الثانوية قد تكون مجزية ماديًا على المدى القصير، ولا بأس من الاستفادة منها إذا كنت في حاجة للمال (كما في حالة الرغبة في جمع رأس مال لمشروع جديد). لكن، على المدى الطويل، إنشغالك الكامل بالفرص الجانبية قصيرة المدى قد يكون له نتائج وخيمة على المدى البعيد، خصوصًا لو كانت تلك الفرص الثانوية بعيدة عن مجالات اهتمامك وتميزك أو كانت لا تساهم بشكل أو بآخر في تطوير مهاراتك وخبراتك وحصيلتك المعرفية. بمعنى آخر، إذا كانت هذه الفرص تستنزف وقتك وجهزك وتأخذك بعيدًا عن مجالات اهتمامك وشغفك أو لنقل المجالات التي يمكنك أن تتميز فيها بحق.

إن كان ولابدّ من الاستفادة من الفرص الجانبية، مثلا لو كنت محتاج فلوس أو صعب تقول لا، احرص على تطوير مهاراتك وخبراتك ومعارفك في مجالات اهتمامك، سواءً كان ذلك خارج وقت العمل أو في أوقات تحددها أسبوعيًا (مثل نهاية الأسبوع) حتى لا تبتعد تمامًا عن تلك المجالات الأساسية. والأفضل، إذا كان بالإمكان، الاستفادة من الفرص الجانبية التي قد تساهم في تطوير بعض جوانبك ومهاراتك التي ستستفيد منها في مرحلة لاحقة في حياتك.

وكمثال لتقريب الصورة، تصلني شخصيًا العديد من طلبات التدريب من جهات حكومية وخاصة. لكن، أنا لا أنظر لنفسي كمدرّب ولا أجد أن التدريب التقليدي فيه استغلال أمثل لوقتي وجهدي. وحتى لو كان مدفوعًا، فعلى الأغلب، التسعيرة المعتمدة في هذا النوع من الأنشطة هو مبلغ معين مقابل وقتي. وفي غالب الأمر، لأن وقتي هو أهم ما أملك، لن يكون السعر مناسبًا لي مهما ارتفع لأنه سيظل في حدود المتعارف عليه في السوق. وفي سوق التدريب، يصبح المبلغ الذي قد تجنيه محرزًا إذا قمت بتقديم عدد كبير من الساعات وليس ساعات محدودة. بالتالي، فأنت ستضطر لبيع عدد كبير من ساعات يومك والإلتزام، وكل ذلك على حساب إنتاجيتك وتفرغك للمشاريع الأخرى.

الخلاصة، في حين أن غيري مهتمين بالتدريب ويقدمون الدورات هنا وهناك، شخصيًا، هذا المجال لا يستهويني بتاتًا بل انظر إليه كاستغلال غير جيّد للوقت. وإذا حبينا ندخل في التحليل النفسي شوية، مثل هذه الأنشطة يشتت تركيزي ويطيّر أي احتمالية للإبداع والتفكير المتعمق.

خليك ذكي ولا تنغرّ وراء الفرص الجانبية وتركّز جهدك في القيام بعمل يستفيد منه الآخرين، على حساب قيامك بأشياء قد تستفيد منها أنت وتتميز فيها مستقبلا!

عدم تحديدك للأهداف

بدون تحديدك لأهداف بعيدة واضحة، غالبًا أنت تترك المجال لمن حولك وللظروف أن تتحكم بك وتغير اتجاهك بين حين وآخر، وهذه فيه تضييع لجهدك ووقتك وربما العديد من الفرص اللي كان من الممكن أن تبدع فيها.

إذا لم تصمم خطة حياتك بنفسك، من المحتمل جدًا أنك ستكون جزءًا من خطة شخص آخر
“If you don’t design your own life plan, chances are you’ll fall into someone else’s plan. And guess what they have planned for you? Not much.”

Jim Roh

أهمية الخطة للوصول للهدف

تحديد الأهداف البعيدة مهم جدًا والأجمل لو وضعت لنفسك خطوات بسيطة تساعدك في السير نحو الاتجاه الصحيح.

الهدف من غير خطة هو مجرد أمنية
A goal with no plan is just a wish

إذا ماكان عندك خطة أو خطوات للوصول لأهدافك، فهي مجرد أماني وأحلام يقظة!

ليس من الضرورة أن تكون الخطة تفصيلية لكن المهم انك عارف أيش هدفك البعيد وكيف ممكن توصله، تمامًا كأنك حددت وجهتك في قووقل مابس وانت تسوق السيارة وبتتبع توجيهاته.

تحقيق الأهداف بحد ذاته شيئ رائع نعم…لكنه ليس الشيئ الأهم في عملية تحديد الأهداف. الشيئ الأهم هو أنه بمجرد ما تحدد هدف تؤمن به، حتبدأ تدريجيًا في إنك تصير إنسانًا أفضل أثناء رحلتك الجميلة لتحقيق الهدف.

خلي في بالك، تحديدك لأهدافك البعيدة لا يعني أن الحياة سترحمك وتحملك حملاً لأهدافك…غالبًا العكس هو الي بيصير…

تحدد أهدافك البعيدة، تضع أجمل الخطط للوصول إليها، فتأخذك الحياة في أنهارها ومجاريها. لكن، الأهم إنك على الأقل تكون عارف انت فين وكيف ممكن تعود لطريقك الصحيح وتعدل اتجاهك.

الحياة كالنهر الجاري

ممكن نمثل الحياة ومافيها بالنهر الجاري. في هذا النهر ٣ أنواع من الأشخاص، شخص يسحبه التيار ويكاد يغرق شوية ويطفو شوية، وشخص ثاني بعوامة، ما يغرق لكنه لا يتحكم بالاتجاه مثله مثل ورقة الشجر التي يسحبها النهر، وشخص ثالث بجت بوت، قارب صغير بمحرك قوي (مؤثر صوتي لدباب بحر؟)…من أي نوع تود أن تكون؟ بكل تأكيد النوع الثالث، اللي يقدر مو بس يتنقل براحته في النهر هنا وهناك بل حتى يعكس اتجاه التيار في النهر لو أراد!

قد يبدو كلامي نظريًا وغير عملي، لكن، صدقني، إذا تجنبت التفكير في هذا الموضوع ولم تنتبه له، قد تجد في وقت لاحق أنك ضيعت الكثير من سنين عمرك دون هدف أو وجهة واضحة وكأنك ورقة في نهر الحياة.


أنا أتمنى لو أحد وضح لي أهمية التخطيط البعيد المدى من بدري…بس في نفس الوقت، أنا متأكد إنه قبل ماأتخرج من الجامعة لو أحد حاول يفهمني جوهر التخطيط البعيد وأهميته للانسان ونجاحه…غالبًا ماكنت حأسمع لأني مني فاضيله والتنظير، مشغول كنت…بألعب!

امكن فهم أثر التخطيط البعيد المدى غير ممكن إلا لو وصل الانسان لمرحلة نضج معينة تخللها التفكير في المستقبل أو الطموحات والأحلام. وامكن الانسان أحيانًا يحتاج شخص آخر يصحيه ويوعيه.

نشرت قبل فترة صورة على انستاغرام مصحوبة بسؤال:
هل تقودك الحياة في مجاريها أم أنت من يقودها؟

إذا كنت لا تعرف الإجابة أو ليس لديك أهداف بعيدة احذر أن تكون من الفئة الأولى. حدد أهدافك قبل أن يحددها غيرك.

كل من لديهم إنجازات عظيمة كان تصويبهم خرافي…عندهم هدف بعيد شايفينه ومتخيلينه، ولو كان مغبش شوية، لكنهم استطاعوا إنهم يقودوا حياتهم نحوه.
All who have accomplished great things have had a great aim

Orison Swett Marden

والسؤال، على افتراض أنك اقتنعت بأهمية تحديد الأهداف البعيدة الخاصة بك وتحديد الاتجاه الي حتمشي فيه،
كيف ممكن نوعي الآخرين، خصوصًا الشباب، بأهمية وضع الأهداف البعيدة؟

من دون تنظير وتعقيد ومصطلحات صعبة…كيف ممكن فعلاً نساعدهم يخططوا لنجاحهم من بدري؟

الرابط المختصر:

1 فكرة عن “أهدافك البعيدة، مسارك في الحياة، وآلاف الملهيات بينك وبينها”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *